تصريحات وزير الداخلية الايطالي تثير أزمة مع تونس

تونس تستدعي السفير الايطالي لديها للاحتجاج على تصريحات وزير الداخلية الإيطالي قال فيها إن تونس البلد الحر لا يرسل إلى إيطاليا أناسا شرفاء بل في أغلب الأحيان وبصفة ارادية مساجين سابقين.

جهود تونسية في كبح الهجرة تواجه بنكران ايطالي
تونس تستغرب بشدة تصريحات وزير ايطالي حول الهجرة
غرق قارب مهاجرين قبالة السواحل التونسية

تونس - استدعت تونس الاثنين السفير الايطالي لديها وأبدت له "استغرابها الشديد" لتصريحات أدلى بها وزير الداخلية الجديد ماتيو سالفيني الأحد في ملف الهجرة وذلك تزامنا مع مصرع 48 مهاجرا اثر انقلاب مركب يقلهم قبالة السواحل التونسية.

وحذر سالفيني زعيم اليمين المتطرف الذي أصبح وزيرا للداخلية، الأحد خلال زيارة لصقلية من أن إيطاليا لا يمكنها أن تصبح "مخيم لاجئين لأوروبا"، واعدا في المقابل بـ"الحكمة" تفاديا لحوادث الغرق والحد من وصول المهاجرين.

وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان "إثر التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية الإيطالي الجديد ماتيو سالفيني الأحد بصقلية والتي أشار فيها إلى أن تونس، البلد الحرّ والديمقراطي لا يرسل إلى إيطاليا أناسا شرفاء بل في أغلب الأحيان وبصفة ارادية مساجين سابقين، تمّ اليوم الاثنين استدعاء السفير الإيطالي في تونس بمقر وزارة الشؤون الخارجية، لإبلاغه استغراب تونس الشديد لمثل هذه التصريحات".

مئات المهاجرين غرقوا بين تونس وايطاليا
اجراءات أمنية تونسية حالت دون وصول آلاف المهاجرين الى ايطاليا

ولقي 48 مهاجرا حتفهم ليل السبت الأحد قبالة الشواطئ التونسية بينما كانوا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط، كما لقي تسعة اخرون المصير نفسه قبالة الشواطئ التركية بينما كانوا يحاولون أيضا العبور إلى أوروبا.

وتمكن خفر السواحل التونسيون الأحد من انقاذ 68 شخصا من بينهم 60 تونسيا وخمسة من دول إفريقيا جنوب الصحراء واثنين من المغرب وليبيا.

واعتبرت الخارجية التونسية في بيانها أن تصريحات الوزير الايطالي "لا تعكس مستوى التعاون بين البلدين في مجال معالجة ملف الهجرة وتنمّ عن عدم إلمام بمختلف آليات التنسيق القائمة بين المصالح التونسية والإيطالية لمواجهة هذه الظاهرة".

وأضافت أنه إثر هذا اللقاء "اتصل الدبلوماسي الإيطالي ليؤكد أن وزير الداخلية الإيطالي كلفه بإبلاغ السلطات التونسية أن تصريحاته أخرجت من سياقها وأنه حريص على دعم التعاون مع بلادنا في مجالات اختصاصه".

واستأنف خفر السواحل التونسي صباح الاثنين عمليات البحث عن مفقودي حادثة غرق مركب مهاجرين قبالة السواحل التونسية أدى إلى مقتل 48 شخصا في حصيلة أولية.

وانقذ خفر السواحل الأحد 68 شخصا بينهم 60 تونسيا وخمسة من دول إفريقيا جنوب الصحراء وشخصان من المغرب وليبي اثر غرق مركب المهاجرين الذين كانوا يحاولون عبور المتوسط إلى أوروبا، قبالة محافظة صفاقس بجنوب شرق البلاد.

وقال آمر القاعدة البحرية في صفاقس العميد محمد صالح سقعامة "انطلقت اليوم عمليات البحث منذ الساعة الخامسة صباحا (04.00 بتوقيت غرينيتش) بالاستعانة بتسع وحدات بحرية وطائرة عمودية وفريق من الغواصين".

وحتى الساعة 11:00 (10:00 بتوقيت غرينيتش) لم يتم انتشال أي جثة اضافية بسبب "أحوال الطقس الصعبة وقوة الرياح وانعدام الرؤية تحت الماء".

وقال فلافيو دي جياكومو المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة الاثنين إنه من المرجح أن يتجاوز عدد ضحايا حادث الغرق 100 شخص.

وتم تحديد هوية 24 جثة وسلم بعضها لأهاليها، فيما قال المسؤول الأمني التونسي إن "من بينها 14 جثة ظاهريا ترجح أن تكون لأفارقة والعشرة البقية من التونسيين".

وحددت السلطات التونسية هوية ثمانية أشخاص شاركوا في تنظيم رحلة الهجرة غير الشرعية.

خفر السواحل التونسي أنقذ حتى الآن68 شخصا فيما انتشل 48 جثة

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني الاثنين "من خلال التحريات حددنا هوية ثمانية أشخاص شاركوا في عملية تنظيم الرحلة وجاري التفتيش عنهم وهم من جزيرة قرقنة".

من جانب آخر ترأس يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية جلسة عمل وزارية لمتابعة اخر مستجدات "فاجعة" غرق المركب، وفقا لبيان أصدرته رئاسة الحكومة.

وقرر المجلس تشكيل "خلية أزمة على المستوى الحكومي لتوفير الإحاطة بالعائلات والمساندة المعنوية والنفسية للناجين".

كما أكد الشاهد خلال الجلسة على "ضرورة التفعيل السريع لقرارات المجالس الوزارية السابقة في ما يتعلق بتتبع الشبكات الاجرامية المختصة في استغلال الشباب الراغب في الهجرة والمتاجرة بهم والمخاطرة بحياتهم، وتفكيك هذه الشبكات في أسرع وقت ومعالجة كل أوجه القصور التي أدت إلى مثل هذه الفاجعة".

وكان آمر القاعدة البحرية قال إن سبب غرق المركب ليل السبت الاحد يعود أساسا إلى "تحميله أضعاف حمولته اضافة إلى أنه لا يحتوي على أدنى مقومات السلامة".

وقالت وزارة الداخلية التونسية إن مركبا لمهاجرين غير شرعيين "كان بصدد الغرق" ليل السبت الأحد قبالة سواحل محافظة صفاقس (جنوب شرق)، قبل أن "يتم إنقاذ 67 منهم بينهم تونسيون وأجانب كما تمّ انتشال 11 جثة في حصيلة أولية".

وأكدت الداخلية أنها تلقت "طلب استغاثة في الساعة 22:45 (21:45 بتوقيت غرينيتش) في الثاني من يونيو/حزيران بخصوص تواجد مركب صيد بعرض سواحل قرقنة (جنوب) على متنه مجموعة من المجتازين بصدد الغرق".

وتابعت "تحركت الوحدات البحرية العائمة التابعة للحرس الوطني بصفاقس ووحدات جيش البحر إلى مكان المركب الذي تبين أنّه على بعد حوالي خمسة اميال بحرية (نحو عشرة كيلومترات) عن جزيرة قرقنة و16 ميلا بحريا (نحو 32 كلم) على سواحل مدينة صفاقس" جنوب البلاد.وهذه هي المرة الأولى من نوعها التي يدلي بها تصريحات بمستوى وزير تسبطن إساءة لتونس لصورة تونس إذ ما انفك مسؤولو البلدين يشددون على ضرورة التعاون والتنسيق وتحديد الآليات الكفيلة بحل مشكلة الهجرة غير الشرعية.

وتقوم السلطات الإيطالية أسبوعيا بترحيل العشرات من المهاجرين غير الشرعيين التونسيين عبر رحلات جوية إلى مطار النفيضة الدولي القريب من مدينة سوسة السياسية بعيدا عن مطار قرطاج الدولي وعيون المراقبين.

ووفق بيان الخارجية التونسية اتصل السفير الإيطالي في أعقاب استدعائه من قبل الخارجية التونسية ليؤكد أن وزير الداخلية الإيطالي كلفه بإبلاغ السلطات التونسية أن تصريحاته أخرجت من سياقها وأنه حريص على دعم التعاون مع بلادنا في مجالات اختصاصه.

وفي تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التونسي خميس الجيهناوي في العام 2017 لا تتجاوز نسبة المهاجرين غير الشرعيين التونسيين إلى إيطاليا 1 بالمئة من بقية المهاجرين غير الشرعيين.

وخلال هذه الفترة قفزت ظاهرة الهجرة غير الشرعية إلى صدارة الظواهر التي تؤرق غالبية التونسيين بعدما أخذت خلال السنوات الأخيرة نسقا تصاعديا لافتا ليبلغ عدد المهاجرين المنحدرين من مختلف الاعمار والفئات والجهات عشرات الآلاف، فيما قال خبراء ان الحكومات المتعاقبة تعاملت معها على أنها "تخفف عبء الضغط" في ظل الأزمة الهيكلية.

وتقر السطات التونسية بأن الهجرة غير الشرعية أخذت خلال السنوات الثمانية الماضية نسقا تصاعديا نتيجة ارتفاع نسبة البطالة إلى أكثر من 15 بالمئة.

ووفق دراسة أجراها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين منذ العام 2011 إلى غاية أكتوبر/تشرين الأول 2017، نحو 38 الف مهاجر غالبيتهم اتجهوا إلى السواحل الجنوبية الإيطالية القريبة نسبيا من السواحل الشمالية التونسية.

ولا يشمل هذا الرقم عدد الذين حاولوا الهجرة إذ تقر السلطات التونسية بأنه تم إحباط 900 عملية هجرة خلال السنوات الثمانية الماضية أنقذت الآلاف من الشباب التونسي من الموت غرقا.