'مراود' تُضيء على الأسواق التراثية الإماراتية والعربية
صدر في الشارقة، العدد رقم 49 من مجلة مراود، الصادرة عن معهد الشارقة للتراث، متضمنا مجموعة من الموضوعات المعنية بالتراث وقضاياه، بجانب ملف خاص حمل عنوان: "الأسواق التراثية.. رحلة في العراقة والتاريخ"، وتبرز موضوعات الملف دور تلك الأسواق، ومكانتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
الأسواق القديمة في قلب الشارقة
وقد جاء في افتتاحية العدد التي كتبها الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس التحرير، ورئيس معهد الشارقة للتراث، أن الشارقة تُعد مركزاً تجارياً حيوياً، لعب دوراً محورياً في التاريخ الاقتصادي للإمارة، من خلال التبادل التجاري بين الشارقة والمدن والمراكز القديمة، التي كانت تستقطب التجار والباعة من كل حدب وصوب، ما جعل أسواق الشارقة تعج بالبضائع والسلع من مختلف الأنواع والأشكال، وظهرت أسواق قديمة في قلب الشارقة، كانت مدار العملية التجارية والاقتصادية.
ولفت المسلّم إلى أنهم يعملون في معهد الشارقة للتراث بتوجيهات سامية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله، على ترميم هذه الأسواق وصيانتها وإحيائها لتلعب دورها من جديد، وتعود إليها الحياة، فعادت حيّة نشطة، يؤمها كل الناس من مختلف الفئات والثقافات.
وفي مقاله على الصفحة الأخيرة من المجلة، ألقى الدكتور منّي بونعامة، مدير التحرير، الضوء على المكانة المهمة التي تحتلها الأسواق في تاريخ الحركة التجارية والاقتصادية بإمارة الشارقة وظهرت سلسلة من الأسواق التي لعبت دوراً مهماً في تاريخ الإمارة، منها: سوق العرصة، سوق الشناصية سوق صقر، سوق التمر.
وأشار بونعامة إلى أن السوق الرئيسي للمدينة القديمة كان طولي الشكل، وممتدا على طول الشاطئ الجنوبي للخور لمسافة كيلومترين، وذلك لسهولة تنزيل البضائع من السفن وتحميلها، والتي تأتي إلى الميناء محملة بالبضائع المتنوعة وكانت الأسواق في السابق تسقف بانحدار بسعف النخيل، وكانت عالية، وفيها فتحات مربعة عدة للتهوية، ثم تطورت إلى دكاكين مبنية بحجارة البحر والجص، وكانت توجد غرف مبنية فوق المتاجر، تستخدم سكناً للعمال، ويؤم هذه الأسواق كثير من التجار والحرفيين والباعة المتجولين، كما يؤمها كثير من الوافدين من البلاد المجاورة.
ذاكرة تنبض بالتراث
وفي ملف العدد: يكتب فهد علي المعمري "الأسواق القديمة.. ذاكرة تنبض بالتراث"، ونقرأ لنورة خلفان الكندي تاريخ "سوق كلباء القديم.. عبق الماضي وأريج الذكريات"، ويعرج الدكتور سالم بن زايد الطنيجي على "دكان حارب.. ذاكرة المكان الاقتصادي في الذيد"، وتتناول فاطمة سلطان المزروعي موضوع عراقة الصناعات في الأسواق التراثية، وتوثق مريم سلطان المزروعي تاريخ سوق أبوظبي معتمدة على راويات استقتها من أفواه الرواة، وتوقف الدكتور عادل الكسادي عند موضوع "تجارة السلع ودورها في ازدهار الأسواق المحلية".
وفي الملف أيضا: نقرأ لمحمد نجيب قدّورة "الأسواق الشعبية في الإمارات.. حكاية وتاريخ"، ويستعيد الدكتور فهد حسين "رائحة السوق القديم"، وعرض خالد صالح ملكاوي رؤيته للأسواق القديمة باعتبارها نواة النهضة التجارية وعصبها الحديث"، وعدّد بكر المحاسنة أدوار الأسواق التراثية في تنشيط الاقتصاد ودعم السياحة، ورصدت سارة إبراهيم صورة ازدهار أسواق العرب قديما على امتداد جزيرة العرب، وزار حجاج سلامة في "أسواق مصر التراثية"، وجالت عبير كزبور في تاريخ أسواق طرابلس بلبنان.
مصادر التراث الموسيقي
وفي موضوعات العدد: يواصل علي العبدان حديثه عن "مصادر التراث الموسيقي العربي"، ونتعرف من خلال مقال علي العشر على "فن الردحة"، ويحدثنا حسين الراوي عن "التشابه الروحي"، ويستكمل محمد عبدالله نورالدين استعراضه لمسيرة "خليفة بن شخبوط.. شاعر القرن التاسع عشر"، ويكتب طلال سعد الرميضي عن "دار التقدم.. صفحة من تاريخ الاستشراق الروسي"، ويقدم خالد عمر بن قفه قراءة لرواية "أسير البرتغاليين.. حكاية الناجي"، لمحسن الوكيلي، ويحكي لنا سعيد يقطين عن "مكحلة شدّاد بن عاد"، وحمل مقال عائشة مصبح العاجل عنوان "الرطينة والتقاء الثقافات، فيما حمل مقال الدكتور محمد الجويلي عنوان "خرافة الولادة من غير أم ولا أب"، وكتب الدكتور مصطفى جاد عن "النكتة.. عبقرية الآداء والتلقي"، وعن المثل الشعبي "الحب ينقض على بذره" دار مقال عبدالله خلفان الهامور، وقدمت المهندسة وفاء داغستاني الجزء الثاني من دراستها عن العمارة الرومانية، ونتعرف من خلال مقال الدكتور يوسف أحمد النشابه، على الأمثال الشعبية المتعلقة بـ "الغوص للؤلؤ"، واستعرض الحسام محيي الدين وسائط الإنذار الاستباقي في التراث الإسلامي، وعرّفَتْ ميسون يوسف الانصاري في مقالها بـ "النخي" (حبة الحمص المحمص" التي تشتهر بها إمارة الشارقة، وفي مقال آخر لسارة إبراهيم نقرأ عن "الحكاية الشعبية" باعتبارها قصص تحمل القيم والعِبر، ويطير بنا أحمد سليم عوض إلى حي الحلمية في القاهرة لنزور " التكية المولوية"، ومن قصص التراث تختار لنا شهرزاد العربي قصة "كبرياء الملكة أولغا"، ويتتبع الأمير كمال فرج جهود طرح الابتكارات التي تدمج الحرف التقليدية في الحياة العصرية، وعن المعكرونة التقليدية الصينية "جيا وتسي" نقرأ مقالا كتبته زينب تشيان يوتشانغ، وترجمه عبد المجيد شنغو ون يو، وراجعه جمال بن علي آل سرحان.
يُذكر أن "مراود" هي مجلة معنية بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي، ويرأس تحريرها الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ومستشار التحرير ماجد بوشليبي، رئيس جمعية المكتبات والمعلومات، بمعهد الشارقة للتراث، ومدير التحرير الدكتور منَي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بمعهد الشارقة للتراث، ويتكون مجلس التحرير من: على العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي، وسارة إبراهيم، وسكرتير التحرير أحمد الشناوي، كما تضم هيئة التحرير منير حمود وبسام الفحل للإخراج الفني والمراجعة اللغوية، وتصدر المجلة شهريا عن معهد الشارقة للتراث.