'مراود' تُضيءُ على صناعة السفن في التراث الإماراتي
صدر في الشارقة العدد 44 لشهر يوليو/تموز 2022، من مجلة مراود" التي يصدرها معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلّم رئيس المعهد.
وتضمن العدد ملفا خاصا حمل عنوان "صناعة السفن في التراث الإماراتي.. تقاليد محفورة في الذاكرة"، واحتوى الملف على موضوعات متنوعة تعرف بعناصر تلك الحرفة، والمراحل التاريخية التي مرت بها، ودورهـا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية قديماً، وذلك بمشاركة نخبة من الكتاب والباحثين.
تراث مُوغِل في القِدم
وجاء في افتتاحية العدد، التي يكتبها الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس التحرير، أن الحـرف تعد مـن الركائز الأساسية التي تقوم عليها حياة المجتمعات الإنسانية، ومنهـا تتكون كثيـر مـن الرموز والمصطلحات والألفاظ، والعادات والتقاليـد التـي تـدور في فلك الحـرف والمهن الشعبية.
ولفت "المسلّم" إلى أن صناعة السفن التراثية تعد واحدة من الحـرف البحرية الرجالية الأصيلة في تراث الإمارات، محفورة ي الذاكرة، وتعكس قرونا متواصلة من التاريخ البحري، وعلاقة الإماراتيين بالبحر التي نشأت منذ قرون طويلة، وتجلت فيمـا خلفـوه مـن تـراث بحـري غني وثري، سواء مـا ارتبط منـه بالعلاقات التجارية بالعالم القديم، أو رحلات الغوص على اللؤلؤ، أو صيد السمك، وغيرهـا مـن الجوانب التي تعكس طبيعة تلك العلاقة الاستثنائية.
حرف عريقة
وأما مدير تحرير المجلة، الدكتور منّي بونعامة، فقال في كلمته على الصفحة الأخيرة من العدد، ان حرفة صناعة السفن، ومـا يرتبط بها مـن أدوات ووسائل، كالمراسي والمسامير والمناشير والمطارق والأزاميل والمجـادح والسلاسل والأقفال وغيرها، من الحرف البحرية الرجالية العريقة، التي عرف بها الإماراتيون منذ أزمان سحيقة، فهي حرفة لها تاريخ، وعليها اعتمدوا في حياتهم ومعاشهم، وحولها نشأت تقاليد عريقة، سيتعرف إليها القارئ ل هذا العدد من مجلة مراود.
ونقرأ في ملف العدد: "السفن البحريّة في الإمارات.. تاريخ وتراث"، لفهد علي المعمري، وتكتب فاطمة سلطان المزروعي عن "صناعة السفن الخشبية في الإمارات.. قصص تُروى"، وأما مريم سلطان المزروعي فكتبت عن "سفن الأسفار.. شجون وذكريات"، وجاء مقال خالد صالح ملكاوي بعنوان "صناعة السفن.. مشروع للتحدي وتراث عريق"، وتناول مجدي محفوظ موضوع "القلافة.. صناعة السفن"، وتوقف الدكتور عادل الكسادي عند موضوع "حرفة صناعة السفن.. أسلوب حياة ونمط معيشة"، وأضاء خالد بن جميع الهنداسي على "صناعة الشاشة".
وفي الملف أيضا: نقرأ لسعاد جمعة الكلباني "صناعة السفن في الإمارات.. مهنة الماضي العريق"، وتختتم المجلة الملف بموضوع عن "صناعة السفن في الإمارات.. تراث مسطور".
القهوجي الأديب
وفي موضوعات العدد، يواصل على العبدان سلسلة مقالاته عن موسيقى الشعوب، وفي فنون شعبية، يحدثنا على العشر عن "الفنون الصوتية"، ونتعرف من خلال مقال علي أحمد المغني عن "رمزية الحيّة في العالم القديم"، ويطوف بنا محمد عبد الله نور الدين في صفحات "ديوان الرنة" للباحث الراحل الكندي مصبح الكندي، ويروي لنا الدكتور فهد حسين، جوانب من سيرة أحد رموز الابداع القدامي في مقال حمل عنوان: "عبد المعطي المسيري.. القهوجي العجيب"، ويناقش حسين الراوي "مهمة المثقف"، ويستعرض طلال سعد الرميضي "قصص خرافية من كتابات المؤرخين الكويتيين"، ويقرأ لنا خالد عمر بن قفه، رواية "دفاتر الورّاق"، وفي تنبيهات نتوقف مع سعيد يقطين عند موضوع "ضعف الرجال.. مكر النساء".
رائدة فن الحكاية في المغرب
وفي موضوعات العدد أيضا، نقرأ لعائشة مصبح العاجل "فلنتفكر بسلام"، ويحدثنا الدكتور مسير الضامر عن "التصاميم والزخارف والرموز في فن السدو"، وتحاور الدكتور أماني محمد ناصر، وزير السياحة السوري، المهندس محمد رامي مرتيني، ونتعرف مع ضياء حامد على "نجيمة طاى طاى.. رائدة فن الحكاية في المغرب"، وأما الدكتور مصطفى جاد، فيواصل حديثه عن "فلكلور الماء"، وفي عيون التراث، نجول في فصول كتاب "الكامل في اللغة والأدب" لأبي العبّاس محمد بن يزيد المبرّد"، ونذهب إلى مصر برفقة عمر إبراهيم محمد، لنزور "الكتبخانة الخديوية.. أقدم مكتبة ودار وثائق عربية"، وفي قصص من التراث تحكي شهرزاد العربي "ابن بائع الصّابون"، ويستعرض محمد هجرس إصدارات معهد الشارقة للتراث باعتبارها "إصدارات غنية تثري المكتبة الإماراتية"، وتواصل وفاء داغستاني الكتابة عن "حضارة بلاد الرافدين"، وإلى الصين حيث نتعرف من خلال زينب تشانغ تشيان بو، عبد الرحمن فازينج، وجمال بن علي آل سرحان، عن "الآلة الموسيقية التقليدية.. الناي"، ومن الصين إلى اليابان، حيث تلقي رية ناكاو، الضوء على "ثقافة التغليف اليابانية".
يُذكر أن "مراود" هي مجلة معنية بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلّم، ومستشار التحرير ماجد بوشليبي، رئيس جمعية المكتبات والمعلومات، بمعهد الشارقة للتراث، ومدير التحرير الدكتور منَي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بمعهد الشارقة للتراث، ويتكون مجلس التحرير من: على العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي، وسارة أحمد، وسارة إبراهيم، وسكرتير التحرير أحمد الشناوي.. كما تضم هيئة التحرير منير حمود وبسام الفحل للإخراج والمراجعة اللغوية، وتصدر المجلة شهريا عن معهد الشارقة للتراث.