'العربي' تناقش مآلات جفاف الموهبة لدى المبدع

المجلة تطرح 'ثلاث رؤى عربية لتجديد الفكر العربي' وتناقش 'تاريخية المفهوم العلمي للثقافة'.

صدر في الكويت، العدد 761 من مجلة العربي، الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بدولة الكويت. 

وحفل العدد بمجموعة من الاستطلاعات والموضوعات التي تنوعت ما بين فكرية وثقافية وتاريخية وفنية، بأقلام نخبة من الكتاب والمبدعين العرب. 

وفي افتتاحية العدد، تناول إبراهيم المليفي، رئيس التحرير، موضوع "جفاف الموهبة إلى اين يؤدي بالمبدع"، حيث أكد في مقاله على أن الموهبـة هـبـة مـن الله، يختص بهـا فـئـة قليلـة مـن النـاس، كتابا وشـعراء وموسيقيين ورسامين وعلماء أفذاذا، هبة لا تفسير لوجودها عند فرد دون آخـر، لكنها ليست هبة مطلقة، فهي تحتاج إلى رعاية وتغذيـة مثلما يحتاج النبات إلى الماء والا جف ويبس، والموهبة سر الإبداع ، ونشـاط إنساني فوق العادة يستهدف خلق صور ورمـوز وأفكار جديدة تعكس طاقـات خلاقة تلبي شغف الإنسان بالحرية والجمال والتقدم. 

وهج الإبداع لا يبقي مشتعلا 

وأضاف "المليفي" بأن وهـج الإبداع وخاصـة فـي مجـال الكتابة لا يبقى مشتعلا طوال الوقت، لافتا إلى أن هناك حالة من التردد وعـدم الثقة بالنفس تصيب كل كاتب في فترات من مسيرته، يعاني فيهـا مـن الجفاف وعـدم ملاءمة الفكرة لمـا يريد التعبير عنه، وعدم الاطمئنان إلى قدرته على الصياغة، وعليه أن يجتاز هذه الحالة بعـد فترة قصيرة وإلا تحولت إلى نوع من الجدب والجفاف الإبداعي.  

وأكد رئيس التحرير على أن الكتاب العـرب هـم الأكثـر عرضـة لهـذه الحالة من الجـدب، ففـي العديد من البلاد العربيـة هـنـاك ظـروف ضاغطة مـن افتقاد الحرية والقدرة على التعبير، فالكاتب يشعر أحيانا بأنه محاصر لا يستطيع أن يعلن عن رأيه صراحة، كمـا أن هناك موضوعـات تـقـف العادات والتقاليد المتزمتة حائلا دون الاقتراب منها، وعلى المستوى الفعلي يعاني معظم الكتاب العرب من افتقاد الأمان المـادي، فالكتابة في عالمنا العربي لا توفر مصدرا كافيـا لـلـرزق، وعلى الكاتب أن يمارس عملا إضافيا إلى جانب الكتابة. 

وفي "استطلاعات العربي" يأخذنا أحمد فضل شبلول، في رحلة بين معالم مدينة الإسكندرية، بعدسة صبري عبد اللطيف، وتجول بنا دلال محمد المطيري، داخل كهف الهوته الذي يحكمه الظلام، بعدسة عبد الله بن خميس العبري، وفي "وجها لوجه" يحاور محمود الديب، الكاتب العراقي الدكتور محسن الرملي، ويرسم لنا صالح تقي "كلمات مصورة". 

وفي موضوعات العدد نقرأ: "تجديد الفكر العربي.. ثلاث ر عربية"، يطرحها لنا الدكتور السيد أمين شلبي، ويناقش عبد الصمد زهور "تاريخية المفهوم العلمي للثقافة"، وأما سلمان زين الدين، فيلقي الضوء على "ميشال جحا.. حارس الذاكرة الثقافية". 

المرأة في الشعر الجاهلي 

وفي "أدب ونقد ولغة"، نقرأ قصيدة "بوح الرجاء" للشاعر غازي إبراهيم المهر، وقصة "سيد الغزلان" للأديب الحبيب الدائم ربي، ويكتب لنا عمر شبلي عن "المرأة في الشعر الجاهلي"، ويتوقف بنا رشيد الخديري عند "نصوص تحتفي بالوجود والكينونة والإيقاع"، ويقدم لنا فرج مجاهد عبد الوهاب "تأمل نقدي لمثاليات السرد الأردني المعاصر"، وأما الدكتور محمد محمد عيسى، فحمل مقاله عنوان: "التراث العربي متعاليا نصيا"، ونقرأ للدكتور فاطمة مهدي البزال "حسن التخلص وبراعة الشعراء". 

وفي "تاريخ وتراث وشخصيات"، يُضيء خليل الجيزاوي، على "مسجد الإمام الشافعي.. وحكايات ورسائل الناس"، ويكتب شوقي بدر يوسف عن "نيوقلاس فاسيليفتش جوجول والأنفس العائشة حياتها"، ويستعرض عصمت المعتصم البشير بانقا، سيرة "محمد عثمان كجراي.. شاعر الصمت والاحتجاج الأنيق"، ونذهب مع الدكتور أحمد سوالم، في جولة وسط "حديقة ماجوريل.. سحر طبيعي وسط مراكش المغربية". 

وفي "فن" نقرأ لعبود طلعت عطية "امريتا شيرجيل.. مجموعة من ثلاث فتيات"، وتقدم لنا غيمان المسلم قراءة في "الواقع النسوي في أعمال الفنانة التشكيلية علا الأيوبي"، ويتابع الدكتور عبد الرحيم العلام "رحلة الجزائري شمس الدين بلعربي مع فن البوستر العالمي". 

خِفْ تعوم 

وفي "البيت العربي" نقرا: "قل للعالم من تكون" للدكتورة أمينة التيتون، و"الكويت مركز تجارة مسابيح الكهرب في الخليج"، بقلم وعدسة عبد العزيز الصوري، و "في سيكولوجية رمي القمامة بالأماكن العامة" لمهى قمر الدين، و "خف تعوم" لموسى إبراهيم أبورياش. 

وفي "مكتبة العربي" يعرض لنا الدكتور علاء حبشي كتاب "بدايات حكايات وتقاطعات"، فيما يناقش الدكتور محمد نافع العشيري فصول كتاب "رحلة عابر إلى الضباب.. بين تسريد الذاكرة وسلطة الثقافة". 

وفي العدد أيضا: نبقي مع المصطفى الصوفي، ومتابعة لمهرجان الرباط الدولي.. ونلتقي مع صلاح عبد الستار الشهاوي في "طرائف عربية"، وعزيزة محمد حسن في "طرائف أجنبية، وأما "إلى أن نلتقي" فيكتبها هذا العدد محمد المزعل. 

يُذكر أن العدد الصادر هذا الشهر، حمل تاريخ أبريل/نيسان 2022، حيث تواصل المجلة إصدار الأعداد التي تأخر صدورها خلال فترة الإغلاق التي صاحبت جائحة كورونا، والتي ألقت بطلالها القاتمة على شتى مناحي الحياة في العالم أجمع.